بني سويف تقود كتيبة ‘سفراء التطوع’

مبادرة شبابية بدأت بـ250 شاباً جامعياً ووصل أعداد المستفيدين منها ٤٩١١ شخصاً - ومدير ملف ذوي القدرات لـ ‘برايل بالمصري’: أطلقنا ‘ساعد تِسعد’ لمساعدة المكفوفين وأصحاب الإعاقات الحركية

كتبت: فاطمة فتحي.

تُصنف مصر ضمن قائمة الدول الفتية، لأن ما يزيد عن نصف تعداد سكانها في سن الشباب، وهذه الفئة هي الكتلة الحرجة القادرة على التغيير والنهوض بالمجتمع، لذا تحرص حكومات غالبية الدول على الاهتمام بها.

الدولة المصرية تهتم بالشباب بشكل ملموس، وتسعى جاهدةً لدمجهم في مختلف الأنشطة المجتمعية، وتبادر بتنظيم الفاعليات والمبادرات الشبابية.

لكنَّ الشيء الإيجابي في هذه الحالة التي اخترنا أن نعرض لكم تفاصيلها، أن الشباب هم من كانوا أصحاب المبادرة.

250 شاباً جامعياً من محافظة بني سويف، اختاروا المشاركة فى تنمية مجتمعهم بالعمل التطوعي، وسرعان ما تبنَّت وزارة الشباب والرياضة المبادرة لتوافقها مع ما أعلنته الحكومة عام 2018 عبر استراتيجيتها للتنمية المستدامة؛ ورؤية مصر 2030، ومن بين أهدافهما، تحقيق الاندماج المجتمعي والحماية للفئات الأَوْلى بالرعاية، وهو الهدف الذي دعمته ولا زالت تدعمه مبادرات شبابية عدة، من بينها المبادرة التى نتحدث عنها، وقد انطلقت في يناير من العام الجاري، من داخل محافظة بني سويف تحت اسم 'سفراء التطوع -2030'، بهدف توعية الشباب بمفهوم التنمية المستدامة والاستراتيجية التي تسير عليها مصر حتى عام 2030، بالإضافة إلى نشر ثقافة التطوع وتوضيح إيجابياتها، ومساعدة الشباب على تحديد أهدافهم وامتلاكِ مهاراتٍ تُؤهلهم للحياة العملية.

جانب من الدورات التدريبية

جانب من الدورات التدريبية

جانب من الدورات التدريبية

جانب من الدورات التدريبية

جانب من الدورات التدريبية

جانب من الدورات التدريبية

يقول محمد الشريف، مؤسس المبادرة، إنه تم عرض فكرتها على وزارة الشباب والرياضة، والتي سرعان ما رحبت بها وتبنتها؛ حيث وفرت قاعات لتنفيذ الاجتماعات والأنشطة، وذلك من خلال مديرية الشباب والرياضة بالمحافظة، كما ساعدت في تنظيم عدة رحلات وزيارات ومعسكرات، وتم تكوين هيكل إداري من الشباب، ووضع ميثاق للتطوع في المبادرة، كما تم إتاحة استمارة التسجيل على صفحتها بموقع التواصل 'فيسبوك'.

محمد الشريف

صورة محمد الشريف مؤسس المبادرة

وأوضح أن المبادرة لا تقتصرعلى تقديم خدمات لذوي القدرات الخاصة؛ فهي تتضمن ملفات ولجان عدة.. كالصناعة، والزراعة، والتعليم، والمحليات، والنقل والمواصلات، والصحة، والسلام والأمن القومي، ومكافحة الإرهاب، وهي ملفات تم التخطيط ووضع برامج لها، ولكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد، كما تتضمن المبادرة برامج كالتنظيم والعلاقات العامة، والمرأة، لافتاً إلى أنها لاقت تجاوباً واسعاً من الشباب، حيث وصل أعداد المستفيدين منها إلى ٤٩١١ شخصاً، وأظهرت المؤشرات الأولية إمكانية نجاحِها، كما أنه من المخطط أن تمتد لباقي محافظات الجمهورية.

وفي السياق ذاته، يقول عمار أحمد، الأمين العام للمبادرة، إن البداية كانت بإسهام من 250 من طلاب وخريجي جامعتي بني سويف والنهضة، وبدعمٍ من وزارة الثقافة.. ممثلة في قصر الثقافة بالمحافظة، قبل أن تتبناها وزارة الشباب والرياضة، مشيراً إلى أن مؤسسيها حرصوا على اختيار شباب مؤهل ليكون ضمن الهيكل الإداري، لافتاً إلى وجود دورات تدريبية وتقييم يتم كل ثلاثة أشهر.. لغير المؤهلين من الشباب.. والراغبين في تولِّي مناصب إدارية فيها، منوهاً إلى أن نشاط المبادرة لا يقتصر على الطلبة؛ فهي تضم عدداً من الخريجين، كما تضم خمسةً من ذوي القدرات يعملون في الملف الخاص بهم.

من جانبها، قالت هبة عزالعرب، مدير ملف ذوي القدرات الخاصة فى المبادرة، إن هناك ثلاثة محاور للعمل فيما يتعلق بهذا الملف؛ الأول: توعية ذوي القدرات الخاصة بواجباتهم وحقوقهم في المجتمع، خصوصاً بعد صدور قوانين كفلت لهم كثيراً من هذه الحقوق، كبطاقة الخدمات المتكاملة وإمكانية الجمع بين معاشين، وإن كان هذا الجمع لا يشمل الفتاة المتزوجة، والثاني: توعية المجتمع بكيفية التعامل مع ذوي القدرات الخاصة بعيداً عن نظرات الشفقة، وذلك من خلال فيديوهات توعوية و'رسائل أمل' يتم توزيعها للتوعية بفن التعامل معهم.

هبة عز العرب

صورة هبة عز العرب

وتابعت 'هبة' أن المحور الثالث يتمثل في توعية أسر ذوي القدرات، لا سيما في الريف، نظراً لأن كثيراً من هذه العائلات تَحرِمهم من ممارسة حياتِهم بشكلٍ طبيعي، والخروجِ للشارع أو الزواج أو حتى تلقِّي التعليم، لافتةً إلى أن خُطة المبادرة تتضمن التواصل مع الجهات الرسمية كالمجلس القومي لذوي الإعاقة لحل مشاكل هذه الفئة.

وواصلت قائلة: أطلقنا مبادرة تحت شعار 'ساعِد تِسعد'، وتستهدف المساعدة في تسهيل الحركة لذوي الإعاقات البصرية والحركية، وإكسابهم مهارات حياتية مختلفة، وذلك من خلال تشكيل مجموعات على 'الواتسآب' يمكن من خلالها لذوي القدرات الخاصة التواصل مع متطوعين من المبادرة لطلب المساعدة عند الحاجة، كحاجة أحد المكفوفين للوصول إلى مكان معين أو عبور طريق، أو مساعدة الفتيات لأقرانهن من ذوي القدرات الخاصة على تعلُّم الطبخ وغيرها من الأنشطة'، مؤكدةً أنَّ 'ساعد تسعد' قد لاقَت تجاوباً كبيراً، ولن تكون الأخيرة.