قبائل سيناء تعيد الحياة لـ ‘ممشى الأنبياء’

- الطريق طوله 550 كيلو متراً ويستغرق بلوغ منتهاه 42 يوماً سيراً على الأقدام- الممشى يتخذ شكل المثلث ويخترق الجبال والوديان ويتماس مع خليجي السويس والعقبة

كتب: أحمد علي.

حين يدور الحديث عن الآثار المصرية، يتبادر فى الأذهان المعالم الشهيرة.. مثل الأهرامات وأبوالهول، وقلعة محمد علي، ومتاحف ومعابد الأقصر وأسوان، بينما يغفل المصريون وغيرهم عن أننا بلد يمتلك الكثير من الكنوز الأثرية المتنوعة.. أحدثها ممشى سيناء أو درب سيناء الجبلي الذى أختارته مجلة التايم الأمريكية كواحد من أفضل مائة مكان سياحي في العالم لعام 2019.

تحتاج ذاكرة المصريين إلى من ينعش معلوماتها.. من وقت لآخر، إلى من ينفض عنها غبار الزحام وتفاصيل الحياة اليومية المنهكة، يحتاجون لمن يعيد لهم ثقتهم فى تنوع روافد الثقافة والحضارة لهذا الوطن، وهذا ما فعله فريق استكشاف يعشق سيناء.. أرض الفيروز.. ملتقى قارتي آسيا وإفريقيا.. وممشي الأنبياء، هى الأرض الغالية على كل مصري، وهى المنطقة التي أثارت إعجاب الشاب البريطاني 'بين هوفلر' الباحث في علم الجغرافيا، خريج جامعة أكسفورد البريطانية، الذي جاء إلى سيناء، وبدأ رحلة كفاح منذ خمس سنوات، لإحياء سياحة الأثر، وتراث القبائل البدوية.. الذي شهد فتوراً في الأعوام الماضية، وبدأ محاولات تنفيذ حلمه باكتشاف ممشى البحر الأحمر أو ما يُعرف باسم 'درب سيناء'، وعاونه فى هذا الحلم ثلاث قبائل بدوية.. على رأسهم قبيلة المعازة والشيخ مرعي أبو مسلم.

ورحبت وزارة السياحة بتلك الجهود الكبيرة، وتحمست له وقتها الوزيرة رانيا المشاط، واعترفت رسمياً بالمكان، وتم عرضه كركن من أركان الترويج للسياحة الجديدة في مصر، جنباً إلى جنب مع المتحف المصري الكبير الذي تجري أعمال تطويره حالياً، ومن المقرر افتتاحه بنهاية العام الجاري.

الممشى

اعتراف آخر جاء بعد خمس سنوات من العمل على اكتمال الأثر، والوصول للشكل الحالي، وبدأ في استقبال الوفود السياحية عندما قامت مجلة التايم الأمريكية باختيار درب سيناء الجبلي كواحد من أفضل مائة مكان سياحي في العالم لعام 2019.

يقول عمرو مرعي، أحد أعضاء الفريق المكتشف للممشى، إن الطريق لاكتشاف الممشى لم يكن مفروشاً بالورود، حيث واجه أعضاء فريق الاكتشاف العديد من الصعوبات، وتعرضوا للعديد من الحوادث، واصطدموا بالنهايات المسدودة، كما بذلوا جهوداً كبيرة في المحادثات مع العديد من الأشخاص.. من سكان المنطقة، حتى اكتشفوا ممشى طوله ما يقرب من 220 كيلومتراً، ويستغرق لبلوغ نهايته اثنا عشر يوماً سيراً علي الأقدام، وبمرور الوقت انضم لفريق العمل المزيد من القبائل، ليصبح إجمالي عددها ثمانية، إلى أن زاد طول الطريق المُكتشف إلي 550 كيلومتراً، حيث يستغرق بلوغ منتهاه 42 يوماً سيراً على الأقدام.

الممشى

وأوضح أن الممشى يتخذ شكل المثلث، ويتكون من ثلاثة أضلاع تحد محافظة جنوب سيناء.. من خلال قمم الجبال والسهول والوديان، من خليج السويس غرباً مروراً بقمم سانت كاترين ثم تقاطع خليجي العقبة والسويس جنوباً، وصولاً إلى حدود خليج العقبة شرقاً، ليكتمل الضلع الثالث للمشى الممتد بين الخليجين.

ووصف 'مرعى' الممشى بأنه واحد من جواهر التاج العظيمة من الأثر الجديد، ويشمل أعلى القمم الجبلية في مصر، وهي قمة جبل شيب الشوا، ويمكنك أثناء السفاري نهاراً أن ترى القمم الشاهقة البعيدة في سيناء.. من أعلى، وعندما يحل الظلام.. يمكنك رؤية أضواء المدن المصرية الممتدة علي طول وادي النيل في مشهد ساحر.

وأضاف أن عشاق الشتاء والثلوج سيجدون متعتهم فى هذا المكان، حيث تتساقط الثلوج على مرتفعات سانت كاترين في الدرب، لترسم لوحة رائعة الألوان، تشبه جبال الألب الأوروبية، وتبعث فى النفوس روح الطمأنينة والجمال.

مقترحات

المحرومون من دخول كليات القمة

في مصر جرى إعلان عام 2018 عاماً لذوي القدرات الخاصة، وكان العام التالي 2019 هو عام التعليم، لكنَّ كِلا العامين أو المناسبتين لم يُسفرا عن حدث استثنائي ينعش آمال هذه الفئة الاستثنائية، وخاصةً المكفوفين؛ حدثٌ من نوعية السماح بالتحاق كفيف بكلية الطب.. مثلما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية، أو التحاق كفيف بدراسة الحاسبات.. مثلما حدث في ألمانيا، أو التحاق كفيف بدراسة علوم الرياضيات والفيزياء والميكانيكا.. مثلما حدث في سويسرا.

‘العمى الهستيري’.. أخطر أمراض التطرف الانفعالي

التطرف.. مصطلح يتسع لوصف مظاهر الخلل في مختلف الأمور الحياتية، رغم أن البعض يحصره في توصيف الإرهاب أو الفكر المتشدد، والحقيقية أنه حالة تعكس غياب الاتزان النفسي، فالتطرف في الفكر لا يختلف عن التطرف في المشاعر، وإن كان الأخير يُوصف علمياً بالهستيريا.. ومعناه المبالغة الانفعالية في الفرح أو الحزن، وكلاهما يمكن أن يصيب صاحبه بـ’العمى الهستيري’.. الذى يعتبره الأطباء من أخطر أمراض التطرف الانفعالي.

بني سويف تقود كتيبة ‘سفراء التطوع’

تُصنف مصر ضمن قائمة الدول الفتية، لأن ما يزيد عن نصف تعداد سكانها في سن الشباب، وهذه الفئة هي الكتلة الحرجة القادرة على التغيير والنهوض بالمجتمع، لذا تحرص حكومات غالبية الدول على الاهتمام بها.