كتب: أحمد علي.
حين يدور الحديث عن الآثار المصرية، يتبادر فى الأذهان المعالم الشهيرة.. مثل الأهرامات وأبوالهول، وقلعة محمد علي، ومتاحف ومعابد الأقصر وأسوان، بينما يغفل المصريون وغيرهم عن أننا بلد يمتلك الكثير من الكنوز الأثرية المتنوعة.. أحدثها ممشى سيناء أو درب سيناء الجبلي الذى أختارته مجلة التايم الأمريكية كواحد من أفضل مائة مكان سياحي في العالم لعام 2019.
تحتاج ذاكرة المصريين إلى من ينعش معلوماتها.. من وقت لآخر، إلى من ينفض عنها غبار الزحام وتفاصيل الحياة اليومية المنهكة، يحتاجون لمن يعيد لهم ثقتهم فى تنوع روافد الثقافة والحضارة لهذا الوطن، وهذا ما فعله فريق استكشاف يعشق سيناء.. أرض الفيروز.. ملتقى قارتي آسيا وإفريقيا.. وممشي الأنبياء، هى الأرض الغالية على كل مصري، وهى المنطقة التي أثارت إعجاب الشاب البريطاني 'بين هوفلر' الباحث في علم الجغرافيا، خريج جامعة أكسفورد البريطانية، الذي جاء إلى سيناء، وبدأ رحلة كفاح منذ خمس سنوات، لإحياء سياحة الأثر، وتراث القبائل البدوية.. الذي شهد فتوراً في الأعوام الماضية، وبدأ محاولات تنفيذ حلمه باكتشاف ممشى البحر الأحمر أو ما يُعرف باسم 'درب سيناء'، وعاونه فى هذا الحلم ثلاث قبائل بدوية.. على رأسهم قبيلة المعازة والشيخ مرعي أبو مسلم.
ورحبت وزارة السياحة بتلك الجهود الكبيرة، وتحمست له وقتها الوزيرة رانيا المشاط، واعترفت رسمياً بالمكان، وتم عرضه كركن من أركان الترويج للسياحة الجديدة في مصر، جنباً إلى جنب مع المتحف المصري الكبير الذي تجري أعمال تطويره حالياً، ومن المقرر افتتاحه بنهاية العام الجاري.

اعتراف آخر جاء بعد خمس سنوات من العمل على اكتمال الأثر، والوصول للشكل الحالي، وبدأ في استقبال الوفود السياحية عندما قامت مجلة التايم الأمريكية باختيار درب سيناء الجبلي كواحد من أفضل مائة مكان سياحي في العالم لعام 2019.
يقول عمرو مرعي، أحد أعضاء الفريق المكتشف للممشى، إن الطريق لاكتشاف الممشى لم يكن مفروشاً بالورود، حيث واجه أعضاء فريق الاكتشاف العديد من الصعوبات، وتعرضوا للعديد من الحوادث، واصطدموا بالنهايات المسدودة، كما بذلوا جهوداً كبيرة في المحادثات مع العديد من الأشخاص.. من سكان المنطقة، حتى اكتشفوا ممشى طوله ما يقرب من 220 كيلومتراً، ويستغرق لبلوغ نهايته اثنا عشر يوماً سيراً علي الأقدام، وبمرور الوقت انضم لفريق العمل المزيد من القبائل، ليصبح إجمالي عددها ثمانية، إلى أن زاد طول الطريق المُكتشف إلي 550 كيلومتراً، حيث يستغرق بلوغ منتهاه 42 يوماً سيراً على الأقدام.

وأوضح أن الممشى يتخذ شكل المثلث، ويتكون من ثلاثة أضلاع تحد محافظة جنوب سيناء.. من خلال قمم الجبال والسهول والوديان، من خليج السويس غرباً مروراً بقمم سانت كاترين ثم تقاطع خليجي العقبة والسويس جنوباً، وصولاً إلى حدود خليج العقبة شرقاً، ليكتمل الضلع الثالث للمشى الممتد بين الخليجين.
ووصف 'مرعى' الممشى بأنه واحد من جواهر التاج العظيمة من الأثر الجديد، ويشمل أعلى القمم الجبلية في مصر، وهي قمة جبل شيب الشوا، ويمكنك أثناء السفاري نهاراً أن ترى القمم الشاهقة البعيدة في سيناء.. من أعلى، وعندما يحل الظلام.. يمكنك رؤية أضواء المدن المصرية الممتدة علي طول وادي النيل في مشهد ساحر.
وأضاف أن عشاق الشتاء والثلوج سيجدون متعتهم فى هذا المكان، حيث تتساقط الثلوج على مرتفعات سانت كاترين في الدرب، لترسم لوحة رائعة الألوان، تشبه جبال الألب الأوروبية، وتبعث فى النفوس روح الطمأنينة والجمال.
الدكتور مصطفى محمود، اسم يمتلك صاحبه بريقاً خاصاً، فهو الفيلسوف الذى دوَّن رحلته مع الشك والإيمان، وهو الطبيب الذى أسس واحدة من الصروح الطبية الخيرية الشهيرة، وهو المدافع عن ‘العلم والإيمان’ عبر برنامجه الشهير، لكن الجانب الذى لم ينتبه إليه الكثيرون فى حياته.. وبعد رحيله، هو إسهاماته الأدبية، رغم أهميتها، ربما لأنها لم تصادف الجدل الذى كان يصاحب إنتاجه فى المجالات الأخرى.
عرفت مصر ودول أوربا الطريق إلى السينما.. في نفس التوقيت، قبل أكثر من 100 عام، لكن القارة العجوز سرعان ما حولت الاختراع الحديث إلى صناعة.. تدر الأرباح.. وتنشر الثقافة ونمط الحياة الغربية، بينما تعاني السينما المصرية من ضعف القدرة على تحقيق نفس الأهداف، رغم أننا نمتلك الإمكانيات والقدرة.. والدليل فيلم ‘المومياء’.
‘هتلر.. موسوليني.. ستالين’ ثلاثة نماذج تتصدر صفحات التاريخ الحديث باعتبارها نماذج للديكتاتورية، وتنحصر سيرتهم ما بين التسلُّط والطغيان، والتحكم في مصائر الأمم.