مخاطر الحمل المُنتبذ

كتب: آمال كاظم و محمود أبو أمين.

'انتِ حامل'.. جملة بسيطة لكنها تختصر حالة مليئة بالتفاصيل، فرحة ممزوجة بالارتباك، سعادة لا تخلو من الحذر تحسباً لما هو قادم، جملة لا يستغرق نطقُها سوى لحظات لكنَّ تأثيرها يمتد لسبعة أو تسعة أشهر.

'انتِ حامل'.. جملة لا تستدعى فقط الاستعداد لماراثون الأمومة، وتجهيزات المولود الجديد، فالأهم وفقاً لرأي المتخصصين هو إجراءات التأكد من سلامة الحمل حفاظاً على سلامة المولود القادم إلى عالمك.

'انتِ حامل'.. جملة ستظل مبهجة، طالما أننا قادرون على مواجهة أي صعوبات نادرة تهدد هذا الحمل، أو منغِّصات تحاود إفساد تلك الفرحة، وهذا ما يدفعنا لتسليط الضوء على الاحتمالات النادرة التي قد تواجه الباحثات عن حلم الأمومة، ليعرفن أسبابها وسبل الوقاية والعلاج لتفادي أضرارها، ومن بين تلك المشكلات الحمل المُنتبذ أو الحمل في البوق، والذي يحدث عندما تزرع البويضة المخصبة نفسها وتنمو خارج تجويف الرحم، وهو ما يعد أمراً غير مالوف، لأنه في الحمل الطبيعي يطلق المبيض البويضة إلى قناة فالوب، وتلتقي بالحيوان المنوي فتُخصب، ثم تنتقل إلى تجويف الرحم، أما في الحمل المنتبذ تظل البويضة في قناة فالوب، أو يتم طردها إلى أي مكان داخل تجويف البطن.

يقول الدكتور أحمد فتحي، أستاذ مساعد بقسم النساء والتوليد بكلية الطب جامعة كفر الشيخ، إن الحمل المنتبذ ينقسم إلى نوعين؛ الأول الحمل الأنبوبي.. ويحدث في قناة فالوب، ويمثل ما يقرب من 98% من الحالات، والثاني الحمل غير الأنبوبي.. ويقع عند حدوث انقباضات لقناة فالوب فيتم طرد الجنين خارج الرحم، وفي حالة بقائه حياً، فإنه يزرع نفسه بجانب أي عضو داخل تجويف البطن، سواءً الكبد أو الأمعاء، وتقوم الخلايا المحيطة بالجنين بزرع نفسها داخل العضو لتكوين مشيمة تُغذيه.

وأشار فتحي إلى أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى حدوث الحمل خارج الرحم، ومن أشهرها الأمراض المزمنة لقناة فالوب، أو وجود أجسام ضاغطة عليها، وكذلك على اللولب، أو وجود خلايا رحم مهاجرة، مضيفاً أن هناك آثاراً سلبية لهذا النوع من الحمل، تتمثل في حدوث نزيف مهبلي نتيجة لانفجار قناة فالوب، أو حدوث نزيف داخلي قد يودي بحياة الأم، كما يمكن أن تحدث مضاعفات على المدى البعيد من خلال تمدد قناة فالوب فتصبح غير صالحة لحدوث تخصيب، وفي حالة حدوث حمل مرة أخرى سيكون خارج الرحم، ويكون مصاحباً لأعراض.. أهمها ألم شديد في عدة مناطق تشمل أسفل البطن والكتفين والمفاصل، نتيجة لسريان الدم في غير مساره الطبيعي.

وأوضح فتحي أن هناك إمكانية للتنبؤ بحدوث هذا الحمل؛ فمن خلال التاريخ المرضي يمكن التنبؤ باحتمالية حدوثه لامرأةٍ أكثر من غيرها، وذلك إذا تعرضت للأمراض السالف ذكرها، ولكن لا يمكن الجزم بتسببها في ذلك، منوهاً إلى أن سبل العلاج تكون على حسب المرحلة، فإذا تم التشخيص مبكراً يكون الحل من خلال الأدوية التي تُجهض الحمل، أما إذا تم التشخيص متأخراً فيكون الحل من خلال التدخل الجراحي بالمنظار.

وأكد أن هذا الحمل لا يستمر إلا نادراً، وذلك بالنسبة للحمل غير الأنبوبي، وقد ينتج عنه أطفال أصحاء كالطفلة 'نلاهلا' المولودة في جنوب أفريقيا عام 2003، والتي نمت فى كبد أمها، أما الحمل الأنبوبي فإنه لا يستمر أكثر من تسعة أسابيع.