‘العمى الهستيري’.. أخطر أمراض التطرف الانفعالي

كتبت: آمال كاظم.

التطرف.. مصطلح يتسع لوصف مظاهر الخلل في مختلف الأمور الحياتية، رغم أن البعض يحصره في توصيف الإرهاب أو الفكر المتشدد، والحقيقية أنه حالة تعكس غياب الاتزان النفسي، فالتطرف في الفكر لا يختلف عن التطرف في المشاعر، وإن كان الأخير يُوصف علمياً بالهستيريا.. ومعناه المبالغة الانفعالية في الفرح أو الحزن، وكلاهما يمكن أن يصيب صاحبه بـ'العمى الهستيري'.. الذى يعتبره الأطباء من أخطر أمراض التطرف الانفعالي.

'العمى الهستيري' من الأمراض التي لا نسمع عنها كثيراً، وقبل الحديث عنه، لابد وأن نقف عند مفهوم محوري يرتبط معه ارتباطاً وثيقاً، وهو مفهوم الهستيريا، فهي اضطراب نفسي عصبي ينشأ نتيجة الانفعال الشديد، مع محاولة كبت الصراعات، وهنا يفقد المريض مشاعره وسلوكه، ويصحب ذلك نوبات مفاجئة من الانفعالات، ويسمى أيضاً بالاضطراب التحولي.

الاضطراب التحولي يعنى ظهور مشاكل عضوية، لكن منشأها نفسي وليس عضوي، وهكذا تكون طريقة المخ في التفاعل مع الصدمة أو الانفعال، حيث يسبب أمراض عديدة منها العمى الهستيري والصمم الهستيري والشلل الهستيري.. وغيرها من الأمراض.

يقول الدكتور محمود الوصيفي، أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان بكلية الطب جامعة المنصورة، إن العمى الهستيري أو العمى الوظيفي.. يحدث عندما تتوقف العينان في تلك الحالة عن ممارسة وظيفة الرؤية، وترجع أسبابه إلى عاملين نفسيين؛ الأول وجود ضغوط نفسية شديدة لا يمكن تجاوزها، كالطلاق والخسارة المالية على سبيل المثال لا الحصر، والآخر ضعف البنية النفسية والشخصية لدى الفرد.. أو بمعنى آخر، أن تكون الشخصية هستيرية غير ناضجة انفعالياً، وفي حالة العامل الآخر يحدث العمى الهستيري.. حتى في الانفعال الإيجابي.

وأوضح أن الشخصية الهستيرية تتسم ببعض السمات إلى جانب عدم النضج الانفعالي، وتتمثل في عدم الثبات العاطفي، وسطحية الانفعال، وعدم القدرة على تكوين علاقات صداقة قوية لتذبذب العاطفة وشعورها بالملل.

وأضاف ' الوصيفي' أن مضاعفات العمى الهستيري متعددة، وأشدها هو استمرار الاضطراب لعدة أسابيع، وأحياناً أخرى لعدة شهور، فضلاً عن حدوث ارتجاف في الأيدي والأرجل والجذع والرأس، ويكون في شكل نوبات.

وأكد أن العلاج يتم من خلال عدة وسائل، منها العلاج عن طريق الايحاء النفسي، وهي طريقة للتحكم في الشئون الحياتية، وأيضاُ السيطرة الإيجابية على الحالة النفسية والجسدية، والتوقف عن العادات السلبية، ويمكن استخدام طريقة العلاج السلوكي المعرفي، حيث يساعد في إدراك التفكير السلبي، ويُمكِّن الفرد من رؤية المواقف الصعبة بوضوح أكبر، ومن ثم يتعامل الفرد بطريقة فعالة، بالإضافة إلى إكساب الفرد مهارات متعددة، منها تعليمه طرق حل المشاكل والتعامل مع الضغوط النفسية.

وكشف 'الوصيفي' أن تجنب الفرد للاضطرابات الهستيرية يستدعي تعلُّم آليات حل المشاكل، وأساليب مواجهة الضغوط بطريقة أكثر اتزاناً، وزيادة الثقة بالنفس والقدرات، والأهم استخدام آليات التعامل الصحيح مع الشخصيات الهستيرية؛ من خلال إبراز الأهل والأصدقاء التعاطف والاهتمام والحب تجاهه، مشيراً إلى أن الشخصيات الهستيرية المعرضة للإصابة بالاضطرابات تمثل 10% تقريباً من البشر، وأن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة به.. وخاصة المراهقات.